الاثنين، 3 مارس 2014

مهارات التواصل وفنون التعامل مع الأطفال د.مصطفى أبو سعد

دورة مهارات التواصل وفنون التعامل مع الأطفال تفتح المجال للاستشارات وتؤكد أهمية فهم سلوك الأطفال
مصطفى أبو سعد: الألعاب الإلكترونية تدمر الملكات العقلية ومهارات الطفل وتعلم أشكال العنف والإحباط

ركزت الدورة على تناول فنون برمجة السلوك الايجابي لدى الاطفال والتي ادرجها المحاضر والمدرب ضمن استراتيجيات التأسيس والبرمجة الايجابية .
وتطرق خلالها الى مشاكل الطفولة عبر مراحلها المشكلة, والتي اوضح عبرها مرحلة تكوين البرمجة والتي تبدأ من لحظة الميلاد حتى سن 18 سنة واشار من خلالها الى نتائج دراسة استطلاعية بكاليفورنيا كشفت عن حجم المشكلة للرسائل السلبية التي يتلقاها الطفل والتي بينت ان الانسان من لحظة الميلاد حتى سن 18 سنة قد استغل ما بين(50,000 ) الى ( 150,000 ) رسالة سلبية مقابل 600 رسالة ايجابية.

مبرمجات الطفل
كيفية تكون الرسائل السلبية والرسائل الايجابية لدى الاطفال :
منها تدرج المظاهر واشكال برمجة الطفل والوسائل التي يتلقى منها تلك الرسائل, والتي تبدأ بطريقة تصاعدية في الاسرة كخلية أولى ثم المحيط العائلي بعدها المدرسة ثم الاصدقاء, ثم المحيط الاجتماعي, بعدها البرامج الاعلامية, وهي في قمة الهرم.
البرامج الإعلامية أكبر مبرمج لسلوك الطفل والسلوك الانساني بشكل عام وذلك لقدرتها لدخول عقول الاطفال وتنوع مهاراتها وطرقها الملتوية, وعليه فهي اقوى الرسائل الخفية وتعد من اخطر المؤثرات.

البرمجة القاتلة والصامتة والتي تطلقها الاسرة عبر رسائل تحمل عبارات سلبية تدخل في عقول الاطفال وتترتب عليها محددات سلوكية اخرى.
يمكن تعليم الطفل كل المهارات من سن الميلاد حتى سن 7 سنوات بنسبة تصل الى 90%, بينما تكتمل الشخصية من سن سبع سنوات الى 18 بنسبة 100% وخلال هذه المرحلة يتعلم الطفل كافة الاتجاهات والقيم الفكرية والسلوكية.

اللعب والحوار
وفي هذا الجانب اكد الدكتور مصطفى ابو سعد على اهمية اللعب والحوار المشترك في تنمية اتجاهات الطفل واكسابه القيم والسلوك الايجابي واشار عبر ذلك الى خطر الالعاب الالكترونية التي تدمر الملكات العقلية ومهارات الطفل والتي يتعلم منها الطفل اشكال العنف والاحباط في نفس الوقت من خلال المبارزات القتالية والتي يبديها المقاتلون ومع حالة النجاح والفوز يتعلم الطفل العنف وفي حالة الفشل والخسارة يتعلم الاحباط, بجانب ذلك اوضح بان مثل هذه الالعاب لا تعمل على تحريك عضلات المخ ولا تنشطه.

وفي هذه النقطة استشهد بقول سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه حين قال لاعبوهم في سبع وادبوهم في سبع وصاحبوهم في سبع , وتطرق الى مفهوم التأديب والمعتقدات السائدة حول المفاهيم الخاطئة للعقاب والتأديب.

رسائل
ذكر خلال اليوم الحافل بمهارات التواصل والتعامل مع الاطفال انوعا من الرسائل السلبية التي يتم ارسالها للاطفال وحجم الضرر النفسي والخطوتين الرئيستين والتي يجب ان تتحمل الاسرة مسؤوليتها والتي تأتي في كم المعلومات عن نفس الطفل ومصادر البرمجة وهي (رسائل انت), وفي طرق تقديم الطفل للاخرين.
والتي منها يبحث الطفل عن الدلائل المدعمة لوصف الذات وبعدها يتم تركيزه على الدلائل بعدها تعميمها ومن ثم تبدأ مخاطبة الذات وتقوي هذه النتائج وتدعمها عبر معتقدات راسخة.

ويؤكد المدرب عبر المنهج الاول لاستراتيجيات التأسيس ان السلوكيات السلبية يجب مقابلتها برسائل ايجابية مضمونة النتائج اذا ما تم تعلم مهاراتها مع الابناء وطبقت بشكلها الصحيح, حتى يتحول الالتزام من الخوف الى الاحترام. 

استراتيجية التواصل
وفي هذا الجانب اعتبر الدكتور مصطفى ابوسعد ان التواصل مع الابناء من الفجوات الكبيرة التي تعيشها الاجيال وتعد من التحديات التربوية والتي ترجع اسبابها الى كثرة حديث الاباء وفشلهم في الانصات الى ابنائهم وتأثير رسائلهم السلبية الموجهة عبر عبارات وجمل نتائجها خطيرة وتعبر عن القمع والتقييم السيئ والامر والتهديد وغيرها من المؤشرات التي يتلقاها الطفل. ويرى الدكتور مصطفى ان من التحديات الكبيرة في التعامل مع الابناء كيفية استحواذ اعجابهم وحبهم.
كذلك من التحديات الاخرى المبنية على القيم والمعايير التي تحددها العلاقة هي ادراك الحاجات النفسية للطفل والتي تتلخص في الايمان والتي يجب اشباعها عن طريق المعتقدات كذلك عن طريق الحب والطمأنينة والثقة والقبول والاحساس والمدح والثناء والاعتبار.

وفي الختام اشار الى ان نتائج النقص في احتياجات الطفل يؤدي الى الشعور بعدم الامان وانه غير محبوب وغير مرغوب ومن ثم يؤدي الى الالم النفسي والشعور بالوحدة وتنتج سلوكا غير سوي وتظهر في مشاكل عديدة مثل التأتأه والتبول اللاارادي وغيرها والتي لابد من تعويضها بزيادة جرعات الحب والحنان وجذب الانتباه واشباع الحاجات النفسية لاخفاء السلوكيات السلبية.

ليست هناك تعليقات: