الخميس، 27 مارس 2014

من يتحكم في الآخر الآباء أم الأبناء ؟

من يتحكم في الآخر الآباء أم الأبناء ؟ 

الأستاذة: خولة مناصرة
اعتاد الناس أن يقولوا لي : الأولاد بكبروا وبكبر همهم . في الماضي، لم أكن أفهم تماما معنى هذا الكلام، ولكن الآن كأم بت أعرف تماما ما يعنيه.الأطفال الصغار الذين كانوا مدللين، وتعلموا كيف يسيطرون على والديهم – اعتادوا على الحصول على ما يريدونه بطرقهم الخاصة. ولذلك، فإنهم يكبرون ليصبحوا أشخاصا متسلطين وأنانيين، تلك السلوكيات التي تزداد حدتها خلال فترة المراهقة. فإذا طلب من هذا الطفل ألا يأكل البسكويت، فقد يتحدي الآباء ، ويتسلل إلى المطبخ ويأكل البسكويت. أو إذا طلب منه عدم القفز على الأريكة ، فلن يسمع وسيستمر بالقفز. وعندما يصل إلى مرحلة المراهقة، ويطلب منه العودة إلى البيت في وقت معين، فانه يعود إلى المنزل في وقت متأخر وقد يشرب الكحول أو يتعاطى المخدرات أو يسرق سيارة والده ويقودها مسببا الحوادث،. فالمشاكل الصغيرة قد تتحول إلى مشاكل أكبر خلال مرحلة المراهقة ، وغالبا ما تؤدي إلى المزيد من العواقب الوخيمة كثيرا ما نرى أسرا تعاني من خروج المراهقين عن السيطرة، فلا يقبلون أن يقول لهم احد لا، ولا يتقبلون سلطة الأهل. فكثير من الشباب في هذه الأوقات الذين لم تتم الاستجابة لمطالبهم، يتسم سلوكهم بالعدوانية، والتمرد، والمعارضة. فبعض هؤلاء المراهقين اعتادوا السيطرة على أسرهم منذ كانوا صغارا. فالطفل يحدد الأنشطة في البيت أكثر من والديه. مثال: طفلة في السابعة من عمرها كانت تجد صعوبة في المدرسة لأنها لا تقوم بالعمل المطلوب في الصف، وتستغرق في أحلام اليقظة بأنها تفعل كل ما يحلو لها. وعند التحدث مع والديها، تبين أن لديهم نفس النوع من الصعوبة في المنزل. فالطفلة لا تتعاون، ولا سيما مع المهام الروتينية. كما ذكروا أنها كانت دائمة الشكوى بأن أخويها الأصغر سنا لم يكونوا مضطرين للذهاب إلى المدرسة. فلماذا يجب عليها أن تذهب؟ فهي تعتقد انه من غير العدل أن يبقى أخويها في المنزل ، واللعب ، ومشاهدة التلفزيون. وجرت العادة على أن يبدأ جدال حول هذه القضية كل صباح قبل ذهابها إلى المدرسة. وكثيرا ما تطلب البقاء في المنزل، وسببت هذه المشكلة قدرا كبيرا من الصراع في البيت. ولحل هذه المشكلة، أرسل الوالدان الأخوين إلى دار الحضانة، مما يدل على أن الطفلة كانت تسيطر على والديها. فبدلا من السماح للطفل بالتلاعب بالأسرة والتحكم بالبيئة لتلاءم احتياجاته ورغباته ولتجنب المشاكل ، فقد يكون من الأفضل أن يعلم الطفل أن هناك بعض الأمور التي يجب القيام بها شاء ذلك أم أبى.
وكما ذكرت سابقا، يمكننا التحكم بالأطفال الصغار، ولكن مع المراهقين، لا بد لنا من ممارسة السلطة. ولا أتحدث هنا عن السلطة بالقوة أو الدكتاتورية. بل عن السلطة التي تنطوي على وضع القواعد والمثابرة على تنظيم العقوبات المترتبة على كسر هذه القواعد. فإذا أمكن للأب والأم ممارسة هذا النوع من السلطة، فان الاحتمال أن تتطور وتزداد التصرفات والمواقف الإيجابية.
إن الطفل الذي اعتاد السيطرة طوال حياته سيجد صعوبة في التخلي عن هذه السلطة خلال مرحلة المراهقة. ولكن، نظرا لخطورة العواقب التي يمكن أن تحدث في سن المراهقة، يبذل الآباء المزيد من الجهد للتحكم في هذه المرحلة. ونتيجة لذلك ، تنشأ المعارك ، والصراعات، والغضب والاستياء عندما لا يجد المراهق طريقه. وفيما يلي بعض التقنيات لوضع القواعد والعواقب التأديبية بطريقة تسمح للآباء بفرض بعض السلطة على المراهق.
حافظي على الاستقرار البيئي المراهقون الذين يعانون من التغير البيئي، وخصوصا الطلاق، أو الانفصال، أو الزواج الثاني، يتولد لديهم غضب كامن. ويعبر المراهق عن الغضب والاستياء الناتج عن التغيرات البيئية بوسائل أخرى. حاولي تحديد المتغيرات، وتحقيق الاستقرار البيئي، وإعطاء المراهق الفرصة للتعبير عن مشاعره من خلال الوسائل الملائمة. فإذا كان لدى المراهق تساؤلات تتعلق بالطلاق أو الزواج الثاني، فيجب مناقشتها معه.
تجنبي الإفراط في فرض القيود بعض الأطفال الذين يبالغ الأهل في حمايتهم، وفرض قيود شديدة عليهم، ولا تتاح لهم فرصة التعبير مثل أقرانهم قد يشعرون بالاستياء والغضب. أنهم يريدون أن يفعلوا ما يفعله الآخرون ، ولكنهم محرومون من ذلك. ولا بد من إمعان النظر من حين إلى آخر في أوضاع أقران الطفل لتقرري ما هو مناسب أو غير مناسب، وما هي القيود المبالغ فيها والمفروضة عليه. وتجنبي فرض قواعد وقوانين لا يمكنك أنت تطبيقها، واجعلي رسالتك إلى طفلك واضحة ومحددة وموجزة قدر الإمكان.
لا تدعي السلوك يخرج عن السيطرة وعندما يستغرق طفلك المراهق بسلوك عدواني كالصراخ، فحاولي منع حدوثه، أو السيطرة عليه في وقت مبكر، وعدم السماح بخروجه عن نطاق السيطرة. ، يتطور السلوك العدواني عند بعض المراهقين تدريجيا وعلى مراحل. حيث تظهر بعض السلوكيات الأولية ثم تصبح أكثر حدة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يطلق شقيقه عليه لقب غبي. فتليه ملاسنة كلامية، ثم تبدأ عملية التدافع، وأخيرا يندلع القتال. فبدلا من انتظار نشوب المعركة، فانه من الأفضل السيطرة على الموقف منذ بدايته، والتدخل قبل أن يخرج الموقف عن نطاق السيطرة. ركزي على وقف الإهانات الكلامية والجدال، بدلا من الانتظار والوقوف عديمة الحيلة عند نشوب القتال.
الانضباط الذاتي في هذه المرحلة من العمر، ولأن أبنائنا ليسوا تحت أنظارنا طوال الوقت، يتحتم على الوالدين البدء في التحول من عملية التأديب إلى الانضباط الذاتي. ولكي يحدث ذلك، فإن المراهق بحاجة لتعلم الحوار، والمشاركة في وضع القواعد، وحل المشاكل. وينبغي لهما العمل على توسيع مداركه، وإغناء تجربته، ليتعلم كيف يفكر لنفسه، ويثق بقراراته، حتى يتمكن من اتخاذ الخيارات الصحيحة في غياب رقابة الوالدين. 

ليست هناك تعليقات: